الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد حضرتْ مع زوجها لأداء مناسك الحج.. كان السفر بحرًا بالباخرة.. طافوا.. سعوا.. وبعرفات وقفوا.. دعوا ورجوا.. وللعبرات سكبوا.. وفي طريق العودة كانت المفاجأة! يقول زوجها: بينما أنا وزوجتي وأولادي نتجاذب أطراف الحديث في كابينة بالباخرة إذ سمعنا جلبة وصراخًا ووقعَ أقدام، خرجْتُ لأستطلع الأمر فإذا بالناس يصرخون: السفينة تغرق.. السفينة تغرق.. فرجعت خائفًا مذعورًا وقلت لزوجتي: هيا لنخرج.. السفينة تغرق! فقالت: لا لن أخرج! ماذا تقولين؟ قالت: لن أخرج حتى ألبس حجابي كاملاً: هل جننتِ؟ هل تريدين الموت؟ ومن ينظر إليك في هذه الحالة؟ وحاولت معها، لكنها أصرت.. لن أخرج حتى ألبس الحجاب الذي أمرني به ربي كاملاً.. استسلمت للأمر الواقع.. كانت مطمئنة.. لا تبدو عليها علامات الخوف ولا الهلع.
وبينما أنا وهي نحاول النجاة أمسكت بيدي وضغطت عليها وقالت: هل أنت راض عني؟ فرددت: وهل هذا وقته؟ فأصرت: فقلت: نعم. فرحتْ واستبشرت. حاولنا النجاة، لكن القدر غالب.. حال الموج بيني وبينها.. نجوت أنا وأولادي.. وبعد جهد الإنقاذ ذهبت أبحث عنها في الأموات. فكانت المفاجأة! وجدتها ميتة في حجابها الكامل! رحمها الله وأدخلها الجنة آمين. "القصة بتصرف يسير".
عبرة:
هذه تمسكت بحجابها وهي في هذا الموقف الشديد العصيب؛ فكيف بمن تتهاون به وهي خارجة إلى السوق أو الجامعة؟ مع أن الحكم الشرعي هو أن الضرورات تبيح المحظورات، لكن الحقيقة أن السفينة تغرق في عدة ساعات، ودقائق لبس الحجاب لن تؤخر من الأمر شيئًا.
هذه أطاعت ربها فأكرمها وأحسن خاتمتها فماذا عن غيرها؟!
القصة التالية تجيب عن هذا السؤال:
فتاة جامعية.. مفتاح من مفاتيح الشر.. لم تكتف بمعصيتها حتى دعت غيرها لتقليدها! فكانت كلما رأت صاحبة لها قالت: حاجباك جميلان، لكن لو نمصت (رققت) قليلاً لصرت أجمل! لعبت بعقول الكثيرات.
تقول أختها: في أحد الأيام وبعد عودتنا من الجامعة. أحست بألم في بطنها.. ذهبنا إلى المستشفى.. فحوصات وتحليلات ثم قال الطبيب لأبيها: أريدك على انفراد!! عاد أبي وقد امتلأت عيناه بالدموع.. ما الخبر؟ مغص بسيط.. لكنها ستبيت بالمستشفى لإجراء بعض الفحوصات.. عدنا للبيت سألته ماذا بها؟ فرد: إن الطبيب مشتبه في سرطان بالمعدة!
في الصباح ذهبنا إليها... كانت تعتصر ألمًا.. دعونا الطبيب.. طلبت منه الدواء فقال: عندنا دواء، لكنه يؤدي إلى تساقط الشعر (الرأس – الحواجب)! قالت: لا أريده سأتحمل.. اشتد بها الألم.. استدعينا الطبيب.. أعطني الدواء.. سيسقط الشعر؟ قالت: ولو أسقط عيوني!
بدؤوا في العلاج وبدأ شعرها يتساقط.. لم تبق في رأسها شعرة! لم أستطع أن أنظر إليها.. ثم أخذتْ الحواجب تتساقط.. تذكرت كلماتها للزميلات.. كم مرة نمصتهما! وكم دعت غيرها للمعصية (لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ) (رواه البخاري ومسلم)، ثم أصبح وجهها يتحول للون الأحمر فتغطيه ليس لأجل الحجاب وإنما حياء منا!". (انتهت القصة).
إنه الجزاء مِن جنس العمل.. وكما تدين تدان..
"لقد جاءت العقوبة في آلة المعصية"؛ فهل مِن معتبر؟!