13-شوال-1432هـ 11-سبتمبر-2011
بيان من الدعوة السلفية بشأن أحداث جمعة 9-9-2011
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد دعت بعض القوى السياسية إلى ما أسمته بجمعة "تصحيح المسار"، وقد قاطعت الدعوة تلك المظاهرات لأسباب كان على رأسها: ما تم إعلانه مِن قبل بعض المنظمين مِن وصفها بـ"الثورة الثانية"، فضلاً عن الدعوات التي أطلقها البعض بأنها لن تكون سلمية، وتمت الجمعة، وانتهت بمواجهات دامية حول السفارة الإسرائيلية، والتي انتهت باقتحامها متزامنة مع محاولات اقتحام لعدد مِن مديريات الأمن وأقسام الشرطة. وبخصوص هذه الأحداث نؤكد على النقاط التالية:
1- نشجب البيان الفوري الذي خرج من الرئيس الأمريكي "أوباما" قبل أن يتم أي تحقيق من أي جانب، ووعوده لإسرائيل بالتدخل، ونطالب الإدارة الأمريكية أن تحاول استيعاب أن مصر بعد 25 يناير ليست هي مصر قبلها.
ونلفت نظر الإدارة الأمريكية إلى أن الدعوات الصريحة للعنف صدرت مِن رجل تقوم أمريكا بإيوائه، وتسهل له مهمة التحريض على العنف مِن أراضيها، وهو عمل عدائي يجب على أمريكا أن تتراجع عنه قبل أن تحاسبنا على نتائجه.
2- نذكِّر الشباب المصري الواعي أن كراهية إسرائيل أمر مجمَع عليه شعبيًّا في مصر والحمد لله، وأن علينا أن نحارب التطبيع الثقافي، ونسعى لفرض العزلة الدولية على إسرائيل، وأما التصرفات غير المدروسة فتفيد إسرائيل، وتنقلها من خانة الجاني إلى خانة الضحية، كما تُحوِّل الأمر مِن مطالبتنا نحن بتعديل "كامب ديفيد" إلى استغاثة إسرائيل بالعالم لحماية سفارتها فى مصر.
3- على المجلس العسكري والخارجية المصرية أن تُصر في كل المحافل الدولية على أن الاعتداء الإسرائيلي "فعل"، وما حدث في مصر "رد فعل"، وأن الاعتداء الرئيسي "فعل دولة مسئولة عن تصرفاتها"، وما حدث في مصر "رد فعل شعبي" لابد من استيعابه.
4- نذكر أبناءنا مشجعي الكرة أن طاقات شبابهم أسمى مِن أن توظف للكرة فقط، ونذكرهم بأنهم سوف يُسألون يوم القيامة عن عمرهم عامة وعن شبابهم خاصة، وعليهم أن يصرفوا اهتماماتهم بالأمور النافعة دينًا ودنيا، وأن يحذروا مِن محاولات أجهزة المخابرات العالمية توظيفهم ضد مصالح أمتهم كما حدث في أحداث مباراة الجزائر في ظل النظام السابق، وكما يحدث الآن بصورة أو بأخرى.
5- لا نعفي المسئولين عن التراخي في اتخاذ العقوبات الفورية -بعد التحقيقات الجدية- ضد ضباط الأمن الذين استعملوا القوة غير المبررة مع أهالي الشهداء أثناء محاكمة مبارك، ومع مشجعي النادي الأهلي في مباراة كيما أسوان، ونطالب بسرعة تقديم هؤلاء للمحاكمة.
6- كما نشجب وندين كل محاولة لمعاملة جهاز الشرطة -فضلاً عن الجيش- على أنه كله مسئول عن هذه التجاوزات، ومِن ثَم تمرير الدعوات التخريبية والاعتداء على أبنائنا الذين يؤدون واجبهم مِن أفراد الجيش والشرطة التي كانت المطالبة بعودتها لأداء دورها في حفظ الأمن محل إجماع وطني.
7- ندين الهتاف الذي خرجت به بعض المظاهرات: "مش عايزين داخلية.. حنقضيها لجان شعبية"، والإدانة الأكبر كانت أن هؤلاء لم يوفوا بشيء مما قالوه؛ فكانوا بين مسافر خارج البلاد، وبين مرابط في فضائياته غير مبالٍ بما يدور في الشارع، وبين منصرف مِن التحرير تاركًا الآلاف المتوجهة إلى السفارة بلا قيادة سياسية لتكون فريسة للحماس غير المنضبط أو "التوظيف المقصود من عناصر مندسة".
8- كما نطالب جميع القوى التي دعت إلى المظاهرات إلى تحمل مسئوليتها الأدبية والسياسية عن ما دعوا إليه، وأن لا يحاولوا التنصل مِن المسئولية وإلقاء التهم جزافـًا على أحد.
كما نطالب الرأي العام أن يمارس دوره في التصدي للحركات الحاضنة لحركات التخريب، والتي اعتادت أن تحرث الأرض للمخربين، ثم تسلِّم لهم الراية، في ذات الوقت الذي يتنصلون فيه مِن تبعات فعلهم.
9- نطالب بالتحقيق الفوري لتحديد المسئول عن تردي الأحوال الأمنية في أحداث السفارة الإسرائيلية؛ لأن ما حدث يعرِّض أمن مصر القومي للخطر.
10- كما نحذر جميع "الخائفين من صناديق الانتخاب" مِن محاولة استغلال الأحداث للدعوة إلى تأجيل الانتخابات؛ لأن الانتخابات هي المخرج والعلاج للوصول إلى حكومة منتخبة مدعومة مِن الشعب يكون لها قدرة على اتخاذ قرارات حاسمة وحازمة.
11- وفي النهاية: الأمر نود التأكيد على أن الأحداث أثبتت أهمية التروي في اتخاذ المواقف، وإبصار مواقع الأقدام، حتى لو عدَّه البعض -إذا مرَّت الأمور بسلام- بطئًا، وفرق بين فرد يذهب فإن وجد خيرًا شارك وإلا اعتزل، ودعوة تحرِّك الملايين من البشر، ومن تأمَّل هذا تبين له الحكمة في طريقة إدارة الدعوة السلفية لمواقفها قبل 25 يناير وبعدها.
والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
الدعوة السلفية
12 شوال 1432هـ
10 سبتمبر 2011 م