افيقي من حيـــــاة الوهم واتخذي الخطوات التالية للعودة إلى ربِّك عزَّ وجلَّ ..
أولاً: ادفعي التسويف واتخذي القرار فورًا .. وكلما دُعيتي إلى الخير، لبي النداء في الحال دون تأجيـــل ..
ثانيًا: اصدقي في توبتك .. فعليكِ أن تُحددي الذنوب التي تقعي فيها وتُقلعي عنها في الحال ..
فإن كان هناك تقصير في صلاتك، عاهدي نفسك على أن تُصلحي جميع الفرائض من الآن .. إن كان حجابك غير مستوفي لشروط الحجاب الشرعي، بادري بإرتداء الحجـــاب الذي يُرضي الله عزَّ وجلَّ عنكِ .. إن كنتِ تصادقين الشباب، اقطعي أي علاقة لكِ بهم ولا تُعلقي قلبك بأحد سوى الله عزَّ وجلَّ ..
اصدقي الله يـــا أختــــاه، وبادري بإيقاف هذا النزف من الذنوب .. فأنتِ الآن بيدك القرار، ولا تعلمين متى يحين الأجل،،
ثالثًا: استعيني بالله ولا تعجزي .. فقد تشعري إنك ضعيفة وعاجزة عن تنفيذ هذا القرار، فعليكِ أن تستعيني بالله وتُكثري من قول "لا حول ولا قوة إلا بالله" والدعــــاء من قلبك؛ حتى يُعينك الله عزَّ وجلَّ ويتقبَّل توبتك فهو وحده القادر على ذلك.
رابعًا: لا للمبررات .. فلا تبرري وتلتمسي الأعذار لنفسك، وتتحججي بالبيئة المُحيطة بكِ أو أهلك أو أي مبررات تجعلك تتهربين من تنفيذ قرار التوبة .. فالله عزَّ وجلَّ الذي أمرك بطاعته، لن يُضيعيك وسيُعينك على اجتياز جميع العقبات التي تواجهك إذا كنتِ صادقة في رجوعك إليه سبحانه.
خامسًا: لا تغتري بستر الله عليكِ .. يقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [الإنفطار: 6] .. فقد أمهلك الله سبحانه وتعالى ولم يُعجِّل لك العقوبة على ذنوبك التي اقترفتيها في حق نفسك؛ لإنه حليــــم سبحـــانه ويُمهل العبد حتى يتوب .. فلا تُضيعي الفرصة وسارعي بالتوبة قبل فوات الآوان.
سادسًا: انسي الذنب .. فبمجرد توبتك من الذنب، كإنك قد ولدتي من جديد .. فعليكِ أن تنسي ذنوبِك القديمة، وابدأي صفحة جديدة مع الله تعالى ..
عن صفوان بن محرز المازني قال: بينما أنا أمشي مع ابن عمر رضي الله عنهما آخذ بيده إذ عرض رجل، فقال: كيف سمعت رسول الله يقول في النجوى؟، فقال: سمعت رسول الله يقول "إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟، فيقول: نعم، أي ربِّ، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك، قال: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته، وأما الكافر والمنافقون فيقول الأشهاد {هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}" [صحيح البخاري].
سابعًا: اهجري أماكن المعاصي .. فأي مكان كنتِ تعصي فيه الله عزَّ وجلَّ، عليكِ بتركه وعدم العودة إليه؛ كي لا تقعي في تلك المعصية مرة أخرى.
ثامنًا: غيِّري صُحبتك .. فعليكِ أن تبتعدي عن جميع رفيقات السوء، اللاتي كُن يُعينك على المعصية وابحثي عن الرفقة الصالحة .. وقد قال رسول الله "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل" [رواه أحمد وحسنه الألباني] .. فلن تثبتي إلا إذا كان لديكِ رفقة صالحة، تتعاونوا سويًا على طاعة الله عزَّ وجلَّ.
تاسعًا: انشغلي بالأعمال الصالحة .. فإن الفراغ يُساعدك على الوقوع في المعصية، أما لو انشغلتي بالأعمال الصالحة؛ كحفظ القرآن أو التطوع في الأعمال الخيرية وغيرها، فلن تجدي وقت للمعصية وستزيدين من رصيد حسناتك .. ونفسك إن لم تشغلها بالحق، شغلتك بالباطل.
عاشرًا: استشعري لذة الطاعة .. عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان؛ من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبدًا لا يحبه إلا لله، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار" [متفق عليه]
فلكي تنالي حلاوة الإيمان؛ عليكِ أن ..
1) تستشعري حب الله عزَّ وجلَّ من داخل قلبك .. وإن كنتِ تحبي ربِّك بصدق ستطيعين كل أوامره ..
تَعْصِي الْإِلَهَ وَأَنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ ... هَذَا مُحَالٌ فِي الْقِيَاسِ بَدِيعُ
لَوْ كَانَ حُبُّكَ صادقاً لَأَطَعْتَهُ ... إِنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ
2) احبي أخواتك في الله بحق .. فلا يربط بين قلوبكم سوى حب الله فقط، وليس أي مصلحة دنيوية.
3) وكلما تذكرتي ذنب من ذنوبك القديمة، استشعري شدة كرهك له؛ لإنه يُغضِب الله عزَّ وجلَّ.
يـــا أختــــاه، هذه نصيحة لكِ من قلب مُشفق عليكِ ويرجو لكِ السعادة في الدنيــا والآخرة ..
فاتخذي القرار الآن بأن تعيشي الحيـــاة الطيبة الهانئة في طاعة الله عزَّ وجلَّ ..
وإن كنتِ تريدي ربِّك بحق، فاعلمي إنه سبحــــانه يريد لكِ التوبة ..
يقول تعالى {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [النساء: 27,28]
وعن أبي هريرة: عن رسول الله أنه قال "قال الله عزَّ وجلَّ: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني، والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة، ومن تقرَّب إليَّ شبرًا تقربت إليه ذراعًا، ومن تقرَّب إليَّ ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإذا أقبل إليَّ يمشي أقبلت إليه أهرول" [صحيح مسلم]
فقوليها من الآن:
أنــــــا عــــــــائدة إليـــــــــــــك يــــــا رب ..
نسأل الله أن يتوب علينا توبة يرضى بها عنا، وأن يمدنا بالعون والقوة لكي نمشي في طريقه الحق،،