ألا تشعرين بعقوبات الله التي تتنزل على من عصاه؟!
يقول مالك بن دينار "إن لله تعالى عقوبات فتعاهدوهن من أنفسكم في القلوب والأبدان، وضنك في المعيشة، ووهن في العبادة، وسخط في الرزق" [صفة الصفوة (2:169)].
فإن كنتِ تشتكين من الهمَّ والغم وعدم قدرتك على فعل الطاعات، فاعلمي إنه من أثر هذه العقوبــــــات.
وقال حماد بن سلمة "ليست اللعنة سوادًا يُرى في الوجه، إنما هي ألا تخرج من ذنب إلا وقعت في ذنب" .. و اللعن: هو الطرد من رحمة الله عزَّ وجلَّ، فيمنع عنكِ الرزق الطيب في الدنيا والآخرة وبالتالي لن تذوقي طعم الراحة في بُعدك عن طريق الله تعالى ..
أتعلمين ما هي الأعمال التي تستوجب نزول لعنة الله سبحانه وتعالى على صاحبها؟!
1) الوشم والتنمص وتغيير خلق الله .. قال رسول الله "لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله" [متفق عليه] .. والنامصات والمتنمصات: أي من تأخذ من شعر حاجبيها ومن تفعل ذلك بها، حتى ولو كانت تتزين لزوجها .. والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله: أي من تقوم بتغيير شكل أسنانها وتقوم بعمليات التجميل؛ لكي تكون جميلة أمام الناس وهي ملعونة عند ربِّها عزَّ وجلَّ ..
فاحذري يـــا أختــــاه من تلك الذنوب التي تبدو هينة، ولكنها تستوجب لعنة الله تعالى،،
2) التبرج .. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول "يكون في آخر أمتي رجال يركبون على سرج كأشباه الرحال ينزلون على أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف العنوهن فإنهن ملعونات .." [رواه ابن حبان وحسنه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (2043)] .. وهذا الحديث من معجزات النبي وتنبآته الصادقة التي نبأه الله بها، فإننا نرى ما فيه منطبقًا تمام الانطباق على أكثر نساء أهل زماننا ولا حول ولا قوة إلا بالله [الثمر المستطاب (1:317)] ..
وقد توَّعدهم النبي بثلاث عقوبات، فقال ".. شر نسائكم المتبرجات المتخيلات وهن المنافقات، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم" [رواه البيهقي وصححه الألباني، صحيح الجامع (3330)] ..
واعلمي يـــا أختـــاه أن الحجاب الضيق المُزَيَّن، الذي أنتشر في بلاد الإسلام ليس هو الحجـــاب الذي يُرضي الله عزَّ وجلَّ عنكِ .. بل هو أشبه للتبرج منه للحجـــاب !!
3) نقض العهد مع الله .. يقول تعالى {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ..} [المائدة: 13] .. فإن كنتِ تعاهدين الله على التوبة والإقلاع عن ذنب مُعين ثم تعودي له مرة أخرى، فهذه خيانة لله عزَّ وجلَّ تستوجب لعنته وأن يجعل قلبك قاسيًا كالحجر.
فلا تترددي يــــا أختــــاه وبادري بالتوبة في الحــــال .. اقبلي على ربِّك ولن يُضيِّعك ..