الحمد لله رب العالمين, و الصلاة و السلام على أطيب الأنبياء و المرسلين ثم أما بعد:
فلما فرض الله عز و جل حج بيته الحرام بنزول قوله تعالى { وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً } (آل عمران:97) و لقول النبى صلى الله عليه و سلم ( أيها الناس إن الله قد فرض عليكم الحج فحجوا ) و لإجماع العلماء على فرضية الحج و أنه ركن من أركان الدين و لا يستطيع كل مسلم أن يحج كل عام, جعل النبى صلى الله عليه و سلم موسم العشر مشتركاً بين القاعدين و السائرين , فمن فاته الحج فى عام يمكنه أن ينال فضل الجهاد و هو أفضل من الحج فقد قيل للنبى صلى الله عليه و سلم أى العمل أفضل؟ قال إيمان بالله و رسوله قيل ثم ماذا؟ قال جهاد فى سبيل الله قيل ثم ماذا؟ قال حج مبرور. قال النبى صلى الله عليه و سلم ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إليه عز و جل من هذه الأيام, قيل يا رسول الله ولا الجهاد فى سبيل الله قال: ولا الجهاد فى سبيل الله إلا رجلاً خرج بنفسه و ماله ثم لم يرجع من ذلك بشئ) فينبغى بالمسلم سواء وفق للحج أو لم يوفق أن يجتهد فى هذه العشر التى أقسم الله عز و جل بها فى قوله { و الفجر و ليال عشر} حتى فضل شيخ الإسلام و تلميذه أبن القيم أيام العشر الأول من ذى الحجة على أيام العشر الأواخر من رمضان و فضلوا ليالى العشر الأواخر من رمضان على ليالى العشر الأول من ذى الحجه لاشتمالها على ليلة القدر و من أحكام العشر أن من نوى أن يضحى إذا دخلت عشر ذى الحجة لا يأخد من أظفاره ولا شعره حتى يذبح أضحيته فنسأل الله تعالى أن يوفقنا و المسلمين أجمعين إلى الاجتهاد فى طاعة رب العالمين و أن ننتهز مواسم الخير و الرحمة بمزيد من الطاعة و الاقبال على الله عز وجل و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.