الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
مقدمة في فضل الحج والعمرة:
- الحج فريضة (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا)(آل عمران:97)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت) متفق عليه.
- الحج أفضل الأعمال، سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أفضل الأعمال، فقال: (إيمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا قال جهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا قال حج مبرور) متفق عليه.
- الحج المبرور يمحق الذنوب، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) متفق عليه.
- الحج المبرور ثوابه الجنة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) متفق عليه.
- الحج جهاد العاجز والمرأة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (جهاد الكبير والضعيف والمرأة الحج) رواه النسائي، وحسنه الألباني.
فضل البيت الحرام
1- أول بيت وضع للعبادة في الأرض:
- قال الله -تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ)(آل عمران:96).
- عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: (قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول قال المسجد الحرام قال قلت ثم أي قال المسجد الأقصى قلت كم كان بينهما قال أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله) متفق عليه.
2- اختار الله مكانه:
- قال -تعالى-: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ)(الحج:26).
- وقفة: وادي لا يصلح للحياة، فيصبح أعظم بقعة على وجه الأرض:
(رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)(إبراهيم:37).
3- بناء الملائكة والأنبياء:
- عن عبد الله بن عمرو العاص -رضي الله عنهما- قال: "بعث الله جبريل -عليه السلام- إلى آدم فأمره ببناء البيت فبناه آدم، ثم أمره بالطواف به وقيل له: أنت أول الناس وهذا أول بيت وضع للناس". انظر تفسير ابن كثير.
- ثم كان رفع إبراهيم وإسماعيل لقواعده (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(البقرة:127).
4- كعبة أهل الأرض:
- سئل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "ما البيت المعمور؟ قال: بيت في السماء يقال له: الضراح وهو بحيال الكعبة من فوقها، حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة ولا يعودون إليه أبدا".
- وعن قتادة قال: "ذكر لنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال يوما لأصحابه: (هل تدرون ما البيت المعمور؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال فإنه مسجد في السماء تحته الكعبة لو خر لخر عليها) رواه ابن جرير، وقال الألباني: إسناده مرسل صحيح.
5- كل شيء فيه آمن:
- قال الله -تعالى: (وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا)(آل عمران:97)، وقال: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ . الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)(قريش:3-4).
- وقال الله -تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ)(العنكبوت:67)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يُختلى خَلاها ولا يعضد شجرها ولا ينفر صيدها ولا تلتقط لقطتها إلا لمعرف) متفق عليه.
6- العبادة فيه لا مثيل لها:
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه) رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني، فالصلاة الواحدة = 55عاما صلاة.
- أنت مسبوق فيه دائما: "في الطواف - في الصلاة - في الجمعة - في كل عبادة".
فاللهم بلغنا حج بيتك الحرام، وزيارة مسجد رسولك -صلى الله عليه وسلم-