لحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فيتعرض الصومال إلى مجاعة تنذر بموت 2 مليون مِن هذا الشعب المسلم في غضون شهرين، الأمر الذي يستحث كل مَن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أن يؤدي واجبه تجاه هذه الفجيعة لاعتبارات كثيرة، منها:
أولاً: الأخوة الإيمانية التي ربطت بين المسلمين في شتى بقاع الأرض على اختلاف ألوانهم وألسنتهم وديارهم، وجعلتهم كـ(الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) (رواه البخاري ومسلم).
أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تـميم
ثانيًا: ما يتردد على الألسنة مِن معاني الرحمة والشفقة، والأخوة الإنسانية، وكان "أويس بن عامر" سيد سادات التابعين يعتذر إلى الله إذا أواه الليل مِن أن يبيت شبعان، وفي الأرض ذي كبد رطبة جائع، وكان هو يرقع ثوبه!
ثالثًا: ما نشاهده من إرسال الأمريكان قطعًا من الأسطول السادس لنجدة كلب وسط المحيط! وإنفاق حاكم عربي لمليون دولار على حديقة حيوان لندن! والتغني بجمعيات الرفق بالحيوان، وإرسال يهود لطائرات الإغاثة لبعض الأماكن المنكوبة على جهة الدعاية، في الوقت الذي نجد السفه وإضاعة مليارات المسلمين، وقتل الأمريكان لمليون طفل عراقي بدماء باردة، والكيل بمكيالين من "الأمم المتحدة"، و"المنظمات المشبوهة"؛ فلا يحركون ساكنًا تجاه مآسي المسلمين: كالمجاعة في الصومال، في الوقت الذي يقيمون الدنيا ولا يقعدونها إذا مات كلب عندهم!
رابعًا: انتهاز فرصة حلول شهر "رمضان"؛ شهر الدعاء، والجود والكرم في حق المسلمين على مد يد العون لإخوانهم في الصومال بالغذاء، والكساء، والدواء، والمال، ومناشدة الهيئات الإغاثية، والجمعيات الخيرية على القيام بدورها.
خامسًا: عدم اتخاذ الفساد المستشري والحروب التي دارت بين الصوماليين ذريعة لعدم مواساة الشعب الصومالي المطحون بين هذه وتلك، فنحن لا نترك حقًا لباطل، وعلينا أن نبذل وسعنا في تكثير الخير والصلاح، وتقليل الشر والفساد ما وسعنا الأمر.
ونسأل الله -تعالى- أن يعيذنا وإياكم من الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه شيخنا الدكتور / سعيد عبد العظيم