(12) ومما تساهل فيه النساء إستماع الأغاني والملاهي المحرمة والتعلق بها وإضاعة الأوقات وإنفاق المال في سبيل صوت الشيطان وقد نهى الله عز وجل عن ذلك فقال تعالى ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) وإذا فتن القلب بحب الغناء أظلم وخلا من ذكر الله وذهب منه حلاوة الإيمان ولهذا تجد كثيرا ممن ابتلي بذلك من النساء هاجرات لكتاب الله غافلات عن الذكر والله المستعان.
(13) ومما تساهل فيه النساء وصف المرأة لغيرها من النساء عند أحد محارمها وهذا منكر نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها ) رواه البخاري ، فلا يحل ذلك إلا لمن رغب في زواج إمرأة وطلب وصفها من النساء فتصفها الواسطة بينهما وتبين محاسنها ومعائبها مما يجلي الواقع له ويرغبه في نكاحها ، وكثير من النساء يتساهلن في وصف النساء في الأفراح لأوليائهن ويصفن ملابسهن وحركاتهن وغير ذلك مما قد يوقع السامع في عشق الموصوفة والتعلق بها وكم من امراة وصفت اخرى لزوجها فتعلق قلبه بها فتزوجها وطلقت الاولى.
(14) ومما تساهل فيه النساء سفر المرأة بلا محرم وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة ليلة إلا ومعها ذو محرم منها .) متفق عليه ، فيحرم على المرأة السفر بلا محرم سواء كان السفر طويلا أو قصيرا وسواء كانت بالطائرة أو غيرها من وسائل العصر الحديثة .
(15) ومما تساهل فيه النساء قصد المرأة السحرة والدجالين عند نزول المصيبة بها ووجود المشكلة فيما بينها وبين زوجها أو أولادها فتطلب المساعدة منهم إما بعقد السحر عطفا أو صرفا أو بحل السحر ، فهذا العمل محرم من كبائر الذنوب ويفضي للوقوع في الشرك والعياذ بالله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أتى كاهنا أو عرافا فسأله وصدقه كفر بما أنزل على محمد) ، وإذا صدقتهم على دجلهم وأطاعتهم في فعل العبادات الشركية من ذبح وغيره وقد يوقعها أيضا في بغض بعض الناس وعداوتهم لمجرد إتهام السحرة لهم من غير دليل وبينة ، ومن أعظم الفتنة سؤالهم والتواصل معهم عن طريق القنوات الفضائية المخصصة لهم ، فلا يجوز للمرأة فعل ذلك ولو عظم البلاء بها وكبرت مصيبتها بل المشروع لها الصبر والرضى بالقضاء والدعاء والتداوي بالقرآن وغيره من الرقية الشرعية المباحة.
(16) ومما تساهل فيه النساء تضييع حق الزوج وكفرانه والتقصير في طاعته وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك سبب لدخول النار كما روى البخاري ومسلم ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى فمر على النساء فقال ( يا معشر النساء تصدقن فإني أُريتكن أكثر أهل النار. فقلن: وبمَ يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير) ، والزوج له حق عظيم على المرأة وطاعته من أعظم الواجبات بعد الله بل أعظم من طاعة الوالدين ، وكثير من النساء هداهن الله يقصرن في ذلك خاصة في الفراش ويكثرن من مخالفة أمره وارتكاب نهيه من الخروج بلا إذنه وزيارة من لا يرضاه وفعل ما يكرهه بل ربما أسأن العشرة مع الزوج وتطاولن عليه بألسنتهن ، ولا يسوغ شرعا للمرأة التقصير في حق الزوج ولو كان مقصرا أو ظالما ، وارتكاب المرأة لذلك دليل على قلة دينها ورقة عقلها ، وقد كان النساء إلى وقت قريب يعظمن الزوج ويحشمنه ويعاملنه وينزلنه منزلة السيد وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن، تسجد لزوجها) رواه الترمذي.
(17) ومما تساهل فيه النساء الوقوع في الكذب والغيبة والنميمة وغير ذلك من آفات اللسان وكل هذه الأمور محرمة من كبائر الذنوب ، وكثير من النساء هداهن الله يتساهلن في نقل الشائعات ويجعلن ذلك همهن الأكبر وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع) رواه مسلم ، ولا يخفى ما للشائعات من أثر سيء على الفرد والمجتمع ، ومما يؤسف له أن كثيرا من مجالس النساء فاكهتها الغيبة والنميمة والشائعات حتى شاع في عرف النساء أن المرأة التي تتخلق بهذه الأفعال إمرأة ذكية لبقة ظريفة ناجحة في علاقتها بلآخرين ، ولا يرخص للمرأة في الكذب إلا في الإصلاح بين الناس وحديثها لزوجها عند الحاجة لذلك.
(18) ومما تساهل فيه النساء التدخل في شؤون الآخرين وأحوال الأسر والتشوف لذلك وربما بلغ الأمر إلى الفرح بمصائبهم والسؤال عن أحوالهم الخاصة لغير داع ، وكثير من النساء هداهن الله تتدخل في شأن صديقتها وقريبتها وعلاقتها بزوجها وأهلها وربما أفسدتها على زوجها وأوغرت صدرها عليها وجرأتها على خصومته وصورت لها أنها مظلومة مسلوبة الحقوق وهذا العمل من الفساد والإفساد بين الناس وإيقاع الضرر بهم ، وإنما يجوز لها أن تبدي رأيها وتنصح لأختها إذا طلبت منها ذلك فتتكلم معها بعدل وإنصاف وتتقي الله وتراعي الأصلح لحالها وتروم الإصلاح في ذلك وهذا من توفيق الله للمرأة المسلمة وهو باب عظيم من أبواب الخير ما أحوجنا إليه وقل من النساء من توفق إليه ، ويجب أن تعلم أن من أفسدت إمرأة على زوجها ستنالها عقوبة إما في الدنيا وإما في الآخرة وربما رأت ذلك في بناتها والجزاء من جنس العمل .
(19) ومما تساهل فيه النساء التفريط في رعاية الأولاد وتربيتهم وإلقاء المسؤلية على الخدم وهذا من تضييع الأمانة التي كلفها الله بها وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها) متفق عليه ، فالأولاد بحاجة ماسة إلى العاطفة والحنان من قبل الأم ومعالجة مشاكلهم الخاصة وتثقيفهم ، وتخطئ من النساء من تظن أن التربية مقتصرة على توفير اللباس والطعام الجيد وغير ذلك من متطلبات الحياة الحسية ، وكثير من النساء هداهن الله يقصرن جدا في تربية أولادهن على تعظيم شعائر الدين ومحبة الله ورسوله والأخلاق الفاضلة والآداب العامة.
(20) ومما تساهل فيه النساء كثرة الخروج من المنزل بلا حاجة وقد أمر الله عز وجل المرأة بالقرار فقال تعالى (وقرن في بيوتكن) ، وكثير من النساء هداهن الله ولاجات خراجات من المنزل بشكل يومي كالرجل وليس همهن إلا الفسحة وقضاء الأوقات في اللهو والتنزه ولا شك أن هذا السلوك له مفاسد كثيرة على الزوج والولد والمرأة لم تخلق لهذا ، والمرأة التي تكثر الخروج وتهمل أولادها وبيتها أنانية يهمها تحقيق مصالحها ورغباتها من الدرجة الأولى ولو على حساب أسرتها ، والمرأة العاقلة هي التي توازن بين مصالحها ومصالح أسرتها فإذا قامت بواجب زوجها وأولادها اشتغلت بحاجتها ولا مانع أن تخرج على قدر الحاجة بشكل معقول .
(21) ومما تساهل فيه النساء التفريط في رعاية البنات وحفظهن وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم برعايتهم وتأديبهن ، وكثير من النساء هداهن الله يقصرن جدا في إلزام البنت الحجاب الشرعي ولو تجاوزت سن البلوغ وصارت محطا لأنظار الرجال فتأذن لها بالخروج بغير حجاب أو بملابس غير ساترة ، وكذلك تتساهل معها في علاقتها بلآخرين فتأذن لها بالخروج مع السائق وحده ولا تسأل أين ذهبت ومن تصاحب ولا تنكر عليها الخروج في ساعة متأخرة، والأم التي تفعل ذلك مع بناتها مفرطة في أمر الله مضيعة للأمانة مرتكبة للإثم ، والواجب عليها أن تحسن رعاية بناتها وتأمرهن بالحجاب والستر والعفاف وتنهاهن عن مخالطة الرجال وتضبط علاقاتهن الإجتماعية وتصحبهن في خروجهن وتكون على علم تام بسلوك صديقاتهن ، والفتاة إذا ترك لها الحبل على الغارب وأعطيت الحرية الكاملة في تصرفاتها حملها ذلك على الفساد والفتنة واستغلها دعاة الرذيلة وزينوا لها الباطل والواقع يشهد لها بذلك.
نسأل الله تعالى لكن الستر والعافية والهدايه والرشاد إنه تعالى ولى ذلك والقادر عليه .